نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
کلية التربية ـ جامعة الملک فيصل
المستخلص
الكلمات الرئيسية
أولاً: مقدمة الدراسة
تعتبر مرحلة التعلیم الجامعی مجالا خصبا ومنبعا غزیرا لإمداد المجتمعات المعاصرة بالکوادر العلمیة القادرة على الإنجاز والتفوق فی مختلف المجالات، وعلى قدر ما یناله طلاب الجامعة من رعایة واهتمام تتحدد استمراریة استثمار ما لدیهم من قدرات ومهارات وطاقات فی بناء مجتمعاتهم والحضارة الإنسانیة. والطالب الجامعی بما وصل إلیه من مستوى نمو فی النواحی العقلیة والاجتماعیة والمهاریة قادر على بذل الجهد الذاتی المستقل الذی یمکنه من تحقیق النجاح.
وفی هذا المجال یشیر (الزیات، 2001) بأنه لا یکفی أن یکون الطالب الجامعی راغبا فی النجاح وإنما یتعین علیه بذل الجهد الذاتی اعتمادا على دوافع مستمرة موصولة داخلیة أو خارجیة وأن یخطط ذاتیا للوفاء بمتطلبات دراسته وأن یعتقد فی قیمة الجهد والسعی من أجل إحراز الأهداف والإدراک السببی الصحیح للعلاقة بین الفعل والإنجاز.
وقد أوضحت نتائج العدید من الدراسات أن مستوى الإنجاز الأکادیمی الذی یصل إلیه الطالب لا یتوقف على مستوى حظه من الطاقة العقلیة فقط بل یتأثر بمتغیرات متعددة منها المتغیرات الدافعیة والانفعالیة والاجتماعیة (عبد الغفار، 1977). وکلها عوامل تسهم فی وجود فروق بین طلاب الجامعة فی مستویات الإنجاز الأکادیمی.
فالطالب الجامعی المتفوق عقلیا أکثر قدرة على تحقیق الإنجاز الأکادیمی الجامعی لما یمتلکه من طاقة عقلیة، وقد أکد ریستر (Reisetter, 1997) على أن التفوق یتمثل فی المقدرة على تحقیق مستویات عالیة من الإنجاز فی أی مجال من مجالات النشاط الإنسانی المفیدة اجتماعیا ’ وأشار إلى أن التفوق العقلی یعد نتاجا لتفاعل ثلاث مجموعات أساسیة من العوامل حددها کما یلی:
1 ـ معدل أعلى من المتوسط فی القدرات العامة.
2 ـ الالتزام بالمهام المکلف بها.
3 ـ مستوى عال من الإبداع.
وقد اتجه العلماء والباحثون إلى دراسة عوامل صعوبات الإنجاز الأکادیمی لدى المتفوقین عقلیا واعتبروا أن انخفاض مستوى الدافع لدیهم إلى جانب الاتجاهات السلبیة نحو الدراسة من أهم عوامل صعوبات الإنجاز الأکادیمی لدى المتفوقین عقلیا (Ford & Thomas, 1997).
کما اعتبر کل من " ویجفیلد وإکلیس "(Wigfield&Eccles, 2009) أن دراسة المتغیرات الدافعیة من العوامل المهمة التی تسهم فی فهم العملیات النفسیة التی من المفترض أنها تشکل الأساس لمختلف أنماط السلوک الإنجازی للطلاب المتفوقین عقلیا.
وقد أشار بعض الباحثین (Margalit , 1989 ; Graham and Golan,1991) إلى العلاقة بین المتغیرات الشخصیة والدافعیة والتفریط التحصیلی ’ وأکدوا على أن صعوبات الإنجاز الأکادیمی هی نتاج للتکامل فی القصور بین العملیات الدافعیة والمعرفیة لدى الطالب.
وإذا کان هناک العدید من توقعات الدافعیة لدى طلاب المرحلة الجامعیة بصفة عامة، فإن (الزیات , 2001) میز خصائص الدافعیة لذوی التفریط التحصیلی من طلاب الجامعة على النحو التالی:
· یمیلون إلى العمل تحت ظروف مؤثرة وضاغطة
· یفشلون فی إدراک العلاقة بین الجهد الملائم والنجاح.
· یمیلون إلى تصعیب الأمور والمهام والتکلیفات والاختبارات الدراسیة.
· لدیهم توقعات أکادیمیة غیر واقعیة دون أن یساندها جهدا حقیقیا مخططا.
· یمیلون إلى تجنب المهام المثیرة للتحدی.
· یجدون صعوبة فی وضع أهدافهم وتحدیدها والتخطیط لها
ثانیاً: مشکلة الدراسة:
نبعت مشکلة الدراسة من ملاحظات واقعیة أثارت انتباه الباحث ووجهت نظره إلى وجود مجموعات من الطلبة الجامعیین على الرغم من تشابهها فی إظهار نشاط معرفی عالی تبدو بوضوح أثناء الأنشطة الأکادیمیة والدراسیة إلا أنها تختلف فی مستویات إنجازها الأکادیمی. ویمکن على هذا الأساس تصنیفها إلى فئات فی ضوء التناسب بین کل من مستوى النشاط العقلی ومسـتوى الإنجاز الأکادیمی کما یتمثل فی معدلاتهم الأکادیمیة، أو أداء المهام الدراسیة المختلفة، کما وجهت النظر أیضا إلى أن تلک الظاهرة تحتاج إلى الدراسة للتعرف على الأسباب الکامنة وراء التباین بین تلک الفئات وخاصة الأسباب الدافعیة.
فقد اتضحت مشکلة الدراسة أثناء تدریس الباحث لبعض المقررات الدراسیة لطلبة التخصصات الدراسیة المختلفة بکلیة التربیة ـ جامعة الملک فیصل ـ حیث لاحظ الباحث أن بعض الطلبة یتمیزون بمستویات معرفیة عالیة عند تناول أو مناقشة الموضوعات الدراسیة، ویعرضون أفکارهم بأسلوب إبداعی وتحلیلی یدل على تفوقهم العقلی والمعرفی. وبتتبع نتائج التحصیل الدراسی لهؤلاء الطلاب وجد اتساق بین ما أظهره بعض الطلاب من نشاط معرفی مع معدلاتهم الأکادیمیة العالیة، بینما ظهرت فئة أخرى من الطلاب لا تتناسب معدلاتهم الأکادیمیة المنخفضة مع قدراتهم وأنشطتهم العالیة الملاحظة.
واعتمادا على الملاحظات السابقة ’ أفترض الباحث أنه یمکن تصنیف الطلاب وفقا لمتغیر التناسب بین قدراتهم العقلیة والمعرفیة وإنجازهم الأکادیمی إلى ثلاث فئات على النحو التالی : الأولى مجموعة الطلاب المتفوقین الذین تتناسب معدلاتهم الأکادیمیة مع قدراتهم العقلیة المعرفیة العالیة ’ والمجموعة الثانیة فئة الطلاب العادیین الذین یمتلکون قدرات عقلیة معرفیة متوسطة و إنجاز أکادیمی متوسط أیضا ’ أما المجموعة الثالثة فهم الطلاب الذین یمتلکون قدرات عقلیة معرفیة عالیة بینما تکون معدلاتهم الأکادیمیة متدنیة بحیث لا تتناسب مع قدراتهم العالیة ’واعتبر الباحث أن تلک الفئة م