دور عناصر التصميم الجرافيکي في تصميم الملصق الفني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

کلية التربية الأساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب دولة الکويت

المستخلص

الملصق الفني هو أحد الوسائل التي يتم بواسطتها نقل الرسالة الاعلانية من المصمم الى المتلقي بحيث يکون للفکرة معنى واضح ومفهوم. يقوم هذا البحث بالتعرض الى أسس وعناصر التصميم الجرافيکي وتوظيفها من قبل المصمم ليخرج بنسيج واحد يحقق الوحدة بين الشکل والمضمون للوصول الى المغزى الأساسي من الفکرة الإعلانية بطريقة مبتکرة. استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي للحصول على استنتاجات تساعد على تقديم توصيات ومقترحات مناسبة لترقية وتطوير أداء المصمم في عملية تصميم الملصق الفني.

الكلمات الرئيسية


مقدمة البحث

الملصق الفنی هو أحد الوسائل التی یتم بواسطتها التواصل مع الجمهور، اذ یتم نقل الرسالة الاعلانیة التی یرید المصمم تسلیط الضوء علیها. فالملصق الفنی لیس مجرد لوحة جمالیة وانما هو هدف محدد یؤدیه ویخاطب مجموعة غیر متجانسة من المتلقین. وهذا الهدف یعد الفیصل لتقویم العملیة التصمیمیة برمتها وعلى هذا فإن الفکرة بوصفها جوهرا مهما ومرتکزا أساسیا فی العملیة التصمیمیة فأنها تسیر الى جانب وظیفة التصمیم لیصب الاثنان فی الهدف النهائی وهو تحقیق الاتصال. لذلک تقع على المصمم المسؤولیة الکبرى فی إیجاد فکرة لها القدرة على تحقیق ترابط الشکل مع المضمون وتحویل التنظیمات الشکلیة للعناصر الجرافیکیة الى کتل نابضة بالمضمون. أی ان بناء الفکرة یقوم على أساس جمع المعلومات الخاصة بمضمون الملصق من اجل تحقیق الوظیفة الأساس الا وهی فهم الرسالة من قبل المتلقی من النظرة الأولى. لذلک فان قراءة المضمون من قبل المصمم هی الأساس لوضع الأفکار التی تخدم الوظیفة الإعلانیة مسخرا لها کل وسائل جذب الانتباه وإثارة الاهتمام لتحصیل التأثیر فی المتلقی أی یتداخل هنا الجانب الجمالی من خلال استخدام کل الإمکانیات لإظهار الفکرة مؤدیة للغرض الوظیفی والجمالی فی آن واحد لإکمال عملیة الاتصال بشکل صحیح.

مشکلة البحث

الملصق الفنی هو أحد الوسائل التی یتم بواسطتها التواصل مع الجمهور، اذ یتم نقل افکار یحاول المصمم تسلیط الضوء علیها لأهمیتها الداعیة لتنفیذ وتصمیم الملصق بوصفه وسیلة لتحقیق غایته، فالملصق لیس

مجرد لوحة جمالیة وانما هو هدف محدد یؤدیه ویخاطب مجموعة غیر متجانسة من المتلقین. وبهذا یمکن أن تتحدد مشکلة البحث فی التساؤل التالی:

  • ما هو دور عناصر التصمیم فی بنائیة وابراز مضمون الملصق الفنی؟.
  • الى أی مدى تساهم الثقافة والمعرفة البصریة فی تصمیم الملصق الفنی؟.

أهمیة البحث

  • تصمیم ملصق فنی واضح وبسیط وابتکار رسالة إعلانیة بالاعتماد على اللغة البصریة.
  • رسم صورة بلاغیة بصریة للمنتج وزیادة جذب انتباه الملتقی للرسالة الاعلانیة.
  • استعمال اللغة البصریة کمصدر للأفکار الاعلانیة ووسیلة للإقناع.

اهداف البحث

یهدف البحث الى ما یلی:

  • دراسة اهمیة الاعتماد على عناصر التصمیم لتحقیق القیم الفنیة لجذب انتباه المتلقی.
  • التعرف على علاقة الشکل بالمضمون فی الملصق الفنی.
  • استخدام العناصر التیبوغرافیة کمصدر للأفکار الاعلانیة ووسیلة للإقناع.

فروض البحث

قد تساهم البلاغة البصریة والمعرفة البصریة فی تصمیم الملصق الفنی الإعلانی على جذب انتباه المتلقی وإظهار ممیزات المنتج.

منهج البحث

یتناول البحث الحالی المنهج الوصفی فی (یصف تأثیر اللغة البصریة على تصمیم الملصق) والمنهج التحلیلی (یحلل بلاغیة الصور البصریة فی تصمیم الملصق). وضمت عینة البحث عدة تصامیم تم اختیارها بطریقة عشوائیة تتعلق بملصق العلانی الفنی.

تحدید المصطلحات

الملصق: وهو وسیلة اتصالیة بصریة یتم عبرها نقل الأفکار والمعلومات بین المرسل والمتلقی وصمم لیفهم من نظرة سریعة ویجمع مؤثرات بصریة مباشرة بوساطة وسائل اتصال مختصرة یتم بمقتضاها جذب انتباه المتلقی واثارة اهتمامه.

 

الشکل: هو تناغم معین وعلاقة تناسبیة للأجزاء مع الکل وکل جزء مع الآخر.

المضمون: هو المحصلة الکلیة للعناصر والعملیات التی تکون أسس الأشیاء وتحدد وجود اشکالها وتطورها وتتابعها.

الإطار النظری

التصمیم الجرافیکی او الطباعی:

التصمیم هو إقامة علاقة تنظیمیة بصریة لمجموعة أشیاء وعناصر للحصول على أثر واحد، بمعنى أنه إعادة ترتیب الأشیاء بصورة جمیلة ومفیدة، ونجد أن تصمیم المطبوعات ومن ضمنها الملصق الفنی یعتمد على الأسس التصمیمیة التی لابد من توافرها لإضفاء لغة المعنى الدلالی للمطبوع، وبشکله الصحیح الجاذب الناتج من تآلف المثیرات البصریة محققا الجذب والانتباه وتحفیز الرغبة فی الاقتناء واقتناص المعلومة ودیمومة التواصل والغور فی الموضوعات المنشورة على سطح الملصق واستمراریة الرغبة والتشویق وهذا هو الهدف الأساسی من توظیف تلک المثیرات البصریة وفق أسالیب تصمیمیة وتنظیمات معتمدة المنهج العلمی فی توزیعها ضمن الفضاء المخصص لها. نجد أن التصمیم الجید هو أی عمل فنی له شکل وله مضمون، ویقصد بالشکل الهیکل العام الذی یقوم علیه بناء العمل الفنی، أما المضمون فهو المعنى الذی یحمله هذا الشکل فی طیاته وینقله الى المتلقی. ولا یمکن فصل الشکل عن المضمون، فالمضمون یدرک من خلال الشکل والشکل یکتسب معنى لما یحتویه من مضمون لذلک فإن الشکل والمضمون کلاهما یتمم الآخر ویدرکان کأنهما شیء واحد لا انفصال بینهما وبهذا یتحقق الإدراک فی العمل الفنی. هذا وقد قسمت هذه الاعتبارات إلى مجموعتین؛ عناصر التصمیم ومبادئ التصمیم. عناصر التصمیم هی اللبنات أو الوحدات الأساسیة فی بناء البصریات وکل البصریات تتکون من واحد أو أکثر من هده العناصر، بینما تعتبر مبادئ التصمیم هی الإرشادات التی ینبغی اخذها فی الاعتبار عند استخدام العناصر ومکوناتها فی تصمیم البصریات ضمن رسالة موجهة.

 

مبادئ التصمیم:

التصمیم یحاکی الرؤیة Vision أو بتعبیر آخر “الإبصار”، فالمصمم یعی تماماً أن الفکرة التی یرید إیصالها للناس عن طریق تصمیم معین یجب أن یراها الناس، إذن فالتصمیم یتعامل مع العین مباشرة، ومن ثم یتکون الإحساس بجمالیات الأشکال الموجودة داخل التصمیم لدى المشاهد. وللتصمیم أهمیة کبیرة فی حیاة الناس لما له من دور هام فی توفیر احتیاجات المجتمع من منتجات فنیه من شأنها أن تخاطب ذوق کل أفراد المجتمع ومستهلکیه حسب اختلاف أعمارهم ومستواهم الاجتماعی والثقافی، ویهدف التصمیم بالدرجة الأولى إلى تحقیق الرفاهیة والناحیة الجمالیة. ببساطة التصمیم یعنی منهج التعبیر عن أفکار معینة باستخدام الوسائل البصریة، فهذه العملیة أشبه بترجمة الأحاسیس الداخلیة لدى الشخص عن طریق استعمال الأشکال المجردة المستوحاة من الطبیعة ضمن علاقات معینة مثل البساطة، الوضوح، التوازن، التوافق، التنظیم، التشدید والوحدة الموضوعیة.

البساطة   Simplicity

 الهدف النهائی لأی تصمیم هو تکوین انطباع، على أمل أن یکون هذا الانطباع دائم، إذا نجح التصمیم فی تحقیق هذا الهدف، فسوف یحقق هدفه فی ارسال او ایصال رسالة معینة. وأول مبدأ فی التصمیم هو البساطة وهی النظام الذی یقوم على اساس التقلیل فی استخدام العناصر فی ای تصمیم وتکرارها.

الوضوح    Clarity

المبدأ الثانی فی التصمیم هو الوضوح، وهو سمة للبصریات التی تضمن وصول المعنى إلى المتلقی المستهدف، فالمعلومات المتضمنة فی الصورة لابد وأن تکون داخل خبرات المشاهد السابقة بحیث یکون قادرا على استدعائها مرة أخرى.

التوازن Balance 

وهو مبدأ یهتم بوضع أجزاء أو مکونات الصورة فی ترتیب فنی مرغوب فیه، وإذا انتبهنا إلى اتزان صورة فان کل عنصر له وزن یتناسب مع حجمه، أو لونه، أو شکله، والصورة المتزنة هی التی یکون فیها المجموع الکلی للعناصر الموجودة فی أحد جوانب الصورة مکافئا لمجموع العناصر الموجودة فی الجانب الآخر. وهو تساوی کمیة الأحجام والأشکال فی قسمی الصفحة التصمیم، والتی یفصلها خط وهمی عامودی أو أفقی. وکما هو معروف فإن عدم التوازن فی أی شیء یولد الشعور بعدم الراحة. والتوازن فی أی تصمیم نوعان رئیسان هما: التوازن المتماثل، وهو تماثل الأشکال والکتل والخطوط فی قسمی التصمیم تماثلاً کلیاً اما التوازن غیر المتماثل وهو تناسب وتساوی حجم الأشکال والکتل والخطوط فی قسمی التصمیم بغض النظر عن وجود التماثل أم عدمه.

التوافق Harmony

وهو مبدأ ینص على ان کل أجزاء الصورة یجب أن ترتبط ببعضها البعض، وتکمل بعضها البعض، وهذا یتضمن کل أسالیب الرسم، والألوان المستخدمة، والبنیة او النسیج، بالإضافة الى أحجام هذه العناصر.

الإیقاع Rhythm

وهذا العنصر مشترک بین الفنون المرئیة والمسموعة، فالحرکة تولد الشعور بالإیقاع، مثل سماع نغمات الموسیقى التی تولد هذا الشعور. والإیقاع أحد الأسس الهامة التی تعتمد على التکرار فی عملیة التصمیم المرئی، فتکرار العناصر المتماثلة أو على الأقل المتشابهة فی تصمیم معین یبعد التصمیم عن الملل ویوحی بالإیقاع کما فی الموسیقى.

التشابه والتباین Similarity & Contrast

یعد التخطیط لتصمیم متناسق ومتشابه جانبا مهما فی عمل المصمم وذلک لجعل نقطة الارتکاز مرئیة بوضوح، فالکثیر من التشابه یعتبر ممل ولکن بدون تشابه فلن تکون هناک عناصر مهمة، وصورة بدون تباین تعتبر غیر فعالة لذلک فالحل هو إیجاد التوازن بین التشابه والتباین.

التنظیم Organization

وهو یشیر إلى ترتیب ووضع العناصر المکونة للصورة، وهو یعنی ضرورة وجود مسار واضح للعین یجب أن تتبعه، ویتم هذا عن طریق ترتیب العناصر من الاعم الى الاخص ومن الیسار للیمین او العکس حسب اللغة، ومن الاعلى الى الاسفل، عن طریق ترقیم هذه العناصر أو باستخدام تلمیحات بصریة أخرى مثل الخطوط أو الاسهم لربط هذه العناصر فی التسلسل المطلوب.

التسلسل الهرمی Hierarchy

یحتوی التصمیم الجید على عناصر تقود القارئ لکل عنصر حسب أهمیته. یجب التعبیر عن الکتابة والصور بدءًا من الأکثر أهمیة إلى الأقل أهمیة.

التشابه والتباین Similarity & Contrast

یعد التخطیط لتصمیم متناسق ومتشابه جانبًا مهمًا فی عمل المصمم وذلک لجعل نقطة الارتکاز مرئیة بوضوح، فالکثیر من التشابه یعتبر ممل ولکن بدون تشابه فلن تکون هناک عناصر مهمة، وصورة بدون تباین تعتبر غیر فعالة لذلک فالحل هو إیجاد التوازن بین التشابه والتباین.

حجم / نسبة Scale/Proportion

باستخدام الحجم النسبی للعناصر ضد بعضها البعض یمکن جذب الانتباه إلى نقطة محوریة. فعندما یتم تصمیم العناصر، یتم استخدام مقیاس لإظهارها.

النمط Pattern  

عندما تتکرر الزخرفة مرارًا وتکرارًا على السطح، ینتج عنه نمط. کثیرا ما تستخدم الأنماط فی تصمیم الأزیاء أو تصمیم المنسوجات، حیث تتکرر الزخارف لإنشاء أنماط زخرفیة على النسیج أو غیرها من مواد النسیج. کما تستخدم الأنماط فی التصمیم المعماری، حیث العناصر الهیکلیة الزخرفیة مثل النوافذ أو الأعمدة أو المشابک والتی أدرجت فی تصمیم المبانی.

الترکیز Emphasis

وهذا المبدأ یبدو استثناء لمبدأ التوافق، والهدف من الترکیز هو جعل أحد عناصر الصورة تبدو متمیز عن بقیتها، ویجب أن یکون هذا العنصر هو أهم جزء من الصورة، بل ویعتبر هو بؤرة الصورة، کما أن بقیة العناصر فی الصورة موجودة لکی تخدم هدف الترکیز والتأکید على هذا العنصر، وهذا یقود المشاهد خلال الصورة ویؤدى به إلى تحدید الجزء الذى ینبغی أن یلفت الانتباه، وهذا المبدأ یمکن تحقیقه بعدة طرق منها الحجم، اللون، التباین، النسیج، الحشو، النمط، الفراغ، أو من خلال التلمیحات البصریة. یتم إنشاء الهیمنة من خلال تباین الحجم أو الموضع أو اللون أو النمط أو الشکل. یجب أن تهیمن نقطة الاتصال على التصمیم بمقیاس وتباین دون التضحیة بوحدة الکل.

البیئة المماثلة Similar Environment

هناک عدة طرق لتطویر تصمیم فی بیئة مماثلة:

  • بناء تصمیم داخلی منظم فرید من نوعه.
  • معالجة أشکال الصور والنص لربطها معا.
  • التعبیر عن الاستمراریة من صفحة إلى أخرى فی تصمیم المنشورات.
  • یشمل العناصر المراد مشاهدتها من رؤوس headers وسمات themes وحدود borders ومسافات spaces
  • تطویر دلیل نمطی style والتمسک به.

الوحدة Unity

وهو المبدأ الذی یتعلق بوضع عناصر الصورة أو مکوناتها بحیث تبدو للمشاهد کما لو کانت وحدة واحدة أو کم متکامل، ویمکن تحقیق هذا عن طریق استخدام أی من عناصر التصمیم، فعلى سبیل المثال فإن وضع المکونات بحیث تکون متلامسة أو متداخلة مع بعضها البعض یجعلها متحدة کما یمکن إحداث هذه الوحدة عن طریق خلفیة مشترکة أو نسیج موحد فیما بینها. وتوحی الوحدة بالتوافق الموجود بین عناصر التصمیم وإلى أن هناک علاقة مدروسة بین العناصر ولیست علاقة محض الصدفة. والوحدة عبارة عن تصور موجود ومحدد المعالم تشارک فیه جمیع العناصر الاخرى، ومن أقوى حالات الوحدة فی التصمیم هو التکرار أی تکرار الأشکال بطریقة معینة. العلاقات التی توجد بین العناصر متنوعة ومختلفة (علاقات شکلیة أو خطیة أو لونیة)، وإذا توافرت الوحدة فی العمل الفنی أتیح للناظر أن یرى العمل الفنی ککل من الوهلة الأولى، ثم یتدرج نحو رؤیة الأجزاء. إن تحقیق الوحدة البصریة هو الهدف الرئیسی للتصمیم الجرافیکی. ویعتبر التصمیم ناجحا إذا اتفقت جمیع العناصر معا. ولا یعتبر أی جزء بمفرده أکثر أهمیة من التصمیم بأکمله. فیجب إقامة توازن جید بین الوحدة والتنوع لتفادی أی تصمیم فوضوی أو مقفر.

الإطار التحلیلی

اعتمد الباحث فی تحلیل عینة البحث على الإطار النظری وما تمخض عنه من مؤشرات، وشملت عینة البحث (٨) نماذج من الملصقات الاعلانیة العالمیة اختارها الباحث عشوائیا من شبکة الاتصالات الدولیة (الانترنت) والتی تضمنت عناصر التصمیم الجرافیکی التالیة:

النقطة: Point

العنصر الاول فی التصمیم البصری هو النقطة وهی عباره عن موضع ولذلک فلیس لها طول ولا عرض، والنقطة عادة ما تمثل بنقطه صغیرة Dot أو دائرة. والنقطة هی فی الأساس بدایة "شیء" من "لا شیء"، تجبر العقل على التفکیر فی موقف وإعطاء شیئًا لبناء الخیال علیه. کما یمکن ربط بعض النقاط المجردة فی مجموعة بأشکال مألوفة (شکل ١).

الخط: Line

العنصر التالی فی التصمیم هو الخط، وهو مجموعه من النقاط التی تتقارب مع بعضها إلى الحد الذی تختفی فیه المسافات بینها فتشکل کیانا جدیدا. وعنصر الخط تحدده نقطة Point تتحرک فی الفضاء. إن کل شیء فی الطبیعة أصلاً هو خط، ویمکن تعریف الخط ایضا على أنه شکل ضیق جداً، وللخط وظائف عدیدة منها الحس بالحرکة داخل الفراغ أو حوله وذلک لما للخط من مقدرة على جعل العین تتابع حرکته أینما اتجه. وللخطوط تعبیرات معینة فالخطوط المستقیمة الناعمة تعبر عن الهدوء والاستقرار، أما الخطوط المتقاطعة والمتعارضة والمتعاکسة فی اتجاهاتها تعبر عن الحرکة والحیویة والتفاعل. هناک أنواع متعددة من الخطوط منها الخط المستقیم، الخط المتعرج، الخط المتقطع…الخ، وهناک تصنیف آخر لأنواع الخطوط منها الخطوط الحقیقیة وهی المرسومة بشکل واضح وحاد، وهناک الخطوط الوهمیة المتکونة نتیجة التقاء شکلین فی التصمیم (شکل ٢).

الشکل: Shape

وهو عبارة عن خط مکتمل ومغلق، والأشکال عدیدة منها المنتظمة (الهندسیة) کالدائرة والمربع والمثلث، ومنها غیر المنتظم وهی کثیرة فی الطبیعة، ویمکن تکوین شکل معین عن طریق تلوین مساحة من الفراغ داخل التصمیم. والخط الذی یستمر حتى یقابل نقطه بدایته مرة أخرى یکون شکلا مغلقا، أو یرى على أنه شکلا مغلقا، وتتکون الأشکال من أثنین أو أکثر من الخطوط، او خط واحد یغیر من اتجاهه مرتین على الأقل. اما الشکل الذی یحتوی خطوطا إضافیة أو أشکال أخرى لتمثیل البعد الثالث، أو العمق، ویسمى تکوینا. والتصمیم ثنائی الابعاد یهتم بإشراک الأشکال ذات البعدین مع الجهد الواعی الیقظ لتنظیم مختلف العناصر داخل المساحة مراعیا الانسجام المرئی لإخراج عمل هادف مبتکر، وبشکل عام فإن معظم برامج التصمیم قادرة على إنتاج الأشکال ذات البعدین. اما التصمیم ثلاثی الابعاد فهو یختلف عن التصمیم ذو البعدین فی تجسیمه للأشکال حیث سهولة الرؤیة والإحساس بالخامة، لما له من قدره تساعد على رؤیته بأکثر من زاویة، ومن مختلف الجهات، ولهذا فهو اقل تعقید من التصمیم ذو البعدین الذی یشاهد على المساحة دون حیز فراغی. والمصمم ثلاثی الأبعاد قادر على تکوین رؤیة ذهنیة للشکل ککل من جمیع الجهات، والاتجاهات تکون فی ذهنه وکأنها فی یدیه، ویجب ألا یحصر تصوره فی زاویة واحده أو اثنین، ولکنه یجب أن یعمل من خلال اللعب بالعمق والفراغ (شکل٣).

الفراغ: Space

وهو العمق فی التصمیم عن طریق الإیحاء بوجود بعد ثالث وهمی یبتدعه المصمم. والفراغ هو جزء من البصریات غیر مملوء بأی من العناصر الأخرى، وهو فی حد ذاته یعتبر عنصرا محددا بواسطة المکونات الأخرى للبصریات، وهو فی حد ذاته لیس له معنى، ولکن یمکن تعریفه بأنه إیجابی او سلبی، والفراغ الإیجابی هو مساحة داخل الشکل أو التکوین محدد بخطوطه الخارجیة، وهو یوجد بداخل الشیء أما الفراغ السلبی فهو المساحة الموجودة الخطوط للأشیاء، والمثال الأکثر شیوعا للفراغ السلبی هو خلفیة الرسوم (شکل ٤).

الملمس: Texture

هو العنصر الذی یمتاز بأننا نحس به بحاستین هما: اللمس والبصر، وتکمن أهمیة هذا العنصر فی استخدامه للتمییز بین أجزاء التصمیم لإعطاء کل شیء طبیعته الخاصة فالخشونة للسطح الخشن والنعومة للسطح الناعم، کما أن تنوع الملامس بین أجزاء التصمیم یعمل على إعطاء التصمیم حیویة أکثر ویبعده عن الإحساس بالملل. والملمس هی الطریقة التی یحس بها المشاهد إذا لمس هذا الشیء وحس به، وهو العنصر الذی یجعل الشیء ناعما أو خشنا، صلب أو لین، ثقیل أو خفیف، حاد أو مستوی (شکل ٥).

الضوء: Light

وهی درجة الإضاءة أو درجة القیمة الضوئیة، فالمنطقة المضیئة فی التصمیم عادة ما تکون أکثر قیمة من المنطقة المعتمة، هذا فی الإعلانات الملونة، أما الإعلانات التی تستخدم الأبیض والأسود فقط فإن الأبیض یشکل أعلى قیمة، وکلما اقتربنا من الأسود نکون قد تدرجنا نحو القیمة الأقل قیمة ضوئیا. والجدیر بالذکر أنه یجب مراعاة الظل والضوء Shadow and Light فالمعروف أن المنطقة المتعرضة للضوء یکون جانبها الآخر فی الظل. ویمکن تعریف الضوء بأنه المساحات الأکثر بریقا أو لمعانا، ویتم تمثیله بدرجه السطوع الصادرة من الشمس أو أی مصدر صناعی آخر داخل البصریات (شکل ٦).

اللون: Color

اللون هو نتیجة للضوء الذی ینعکس من کائن إلى أعیننا، وهناک نوعین رئیسین من الألوان: الألوان الباردة Cold Colors وهی الأزرق ومشتقاته، والأخضر یعتبر من الألوان الباردة، وهناک الألوان الساخنة Hot Colors وهی الأحمر ومشتقاته والأصفر ومشتقاته. الألوان الرئیسیة ثلاثة هی: الأحمر، الأصفر، الأزرق. ومن درجاتها أو مزج لونین مع بعض تنتج الألوان الأخرى والتی تسمى (ألوان ثانویة). اللون الأبیض یسمى (أشعة) ولیس (لون)، واللون الأسود یتکون نتیجة مزج جمیع الألوان مع بعضها البعض، وقد یتساءل البعض عن الألوان الرمادیة، إنها مزیج من اللون الأسود بدرجات (کثافات) معینة والأبیض. وللألوان مدلولات حسیة کثیرة تثیر فی نفس المشاهد أحاسیس معینة. ویترکب اللون من ثلاثة أجزاء هی: التمایزHue ؛ القیمة الضوئیة Value؛ التشبعSaturation ؛ والتمایز هو طول موجی معین تمیزه العین البشریة کلون مثل الأحمر؛ الأزرق؛ الأخضر؛ الأصفر؛ أما القیمة الضوئیة فهی کثافه اللون سواء کان خفیفا أو داکنا (أو درجه سطوع اللون)؛ والقیمة العالیة تعنى الاقتراب من الأبیض؛ مثل الأصفر؛ أما القیمة المنخفضة تعنى الاقتراب من الأسود مثل الأزرق الداکن؛ أما التشبع فهو درجه نقاء اللون؛ فکلما زاد اختلاط اللون مع غیره من الألوان کلما قل تشبعه؛ والألوان عالیة التشبع تبدو لامعه وممیزة؛ بینما تبدو الألوان منخفضه التشبع غیر ذلک (شکل ٧).

الحرکة: Motion

الحرکة هی المسار الذی تتخذه عین المشاهد خلال التصمیم، غالبا إلى نقطة الإرتکاز، ویمکن توجیه هذه الحرکة على طول حواف الخطوط والشکل واللون داخل التصمیم. ولا یخلو أی تصمیم من الحرکة، وهی فی العادة تکون ضمنیة (أی لا یکون التصمیم متحرکاً) وهی أن یلجأ المصمم إلى تکرار نفس الموضوع المتحرک بأوضاع متغیرة للإشارة على أنه یتحرک، وأهمیة الحرکة هنا أن العالم من حولنا یتحرک، حتى أثناء النوم یتقلب الإنسان وتتغیر أوضاعه، إذن لا أحد یمکن أن یثبت للحظة بدون حراک. والحرکة تعرف بأنها تغیرات ملحوظة أو ضمنیة فی موضع الشیء الموجود فی الغرض البصری (شکل ٨).

الاستنتاجات

فی ضوء ما أسفرت عنه نتائج البحث الحالی، توصل الباحث الى الاستنتاجات الآتیة:

  • تأکید العلاقة المترابطة بین الشکل والمضمون من خلال التصامیم التی تم تناولها والاطلاع علیها وأن عملیة الفهم لمضمون الملصق یتم تحقیقه عبر العناصر الجرافیکیة التی تعمل على تبریز المضمون بشکل أکثر وضوحا.
  • ان الاستعمالات الشکلیة اتصفت بصفات منها ما جاء معبراً عن دلالة رمزیة ومنها ما جاء معبراً عن قیم شکلیة ذات ابعاد وظیفیة حیث کان للتصامیم التی تناولتها الدراسة ابعاد قصدیة یبغى من ورائها تحقیق اقصى قدر من الاتصال.
  • المباشرة فی طرح الفکرة عبر اختیار تصامیم ذات معنى وتوظیفها لمضمون فنی تم اختیاره من أجل توصیل الرسالة الفنیة دونما معوقات لغویة أو بصریة.
  • استخدام التبسیط فی البنیة التصمیمیة وایضاح الفکرة أنما جاء لیعبر عن صیغة تسهم فی تسهیل تأویل المضمون للمتلقی دون تعقید او تکلیف.

التوصیات
من خلال ما أظهرته نتائج الدراسة یوصی الباحث بما یلی:

  • تأکید الاستفادة من البلاغة والمعرفة البصریة (عناصر واسس التصمیم) کمصدر لتحقیق القیم الجمالیة والتعبیریة. 
  • الابتعاد عن استخدام التصمیم العشوائی دون فهم للمعانی الکامنة فی عناصر واسس التصمیم.
  • إجراء مزید من الدراسات بهذا الخصوص والعمل على ایجاد فروع معرفیة أخرى وأدوات قیاس مغایرة لما استخدمته هذه الدراسة.

نماذج من استخدام عناصر التصمیم الجرافیکی فی تصمیم الملصق

 

 

شکل (٣) نموذج لاستخدام عنصر الشکل فی التصمیم

شکل (١) نموذج لاستخدام عنصر النقطة فی التصمیم

شکل (٢) نموذج لاستخدام عنصر الخط فی التصمیم

شکل (٤) نموذج لاستخدام عنصر الفراغ فی التصمیم

   شکل (٥) نموذج لاستخدام عنصر الملمس فی التصمیم

شکل (٦) نموذج لاستخدام عنصر االضوء فی التصمیم

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

  شکل (٧) نموذج لاستخدام عنصر االلون فی التصمیم

شکل (٨) نموذج لاستخدام عنصر الحرکة فی التصمیم

 

 

 

 

 

 

 

 

 


Alina Wheeler (2017), Designing Brand Identity. New York: Wiley Publishing.
Andrian Shaughnessy (2010), How to be a Graphic designer Without Losing Your Soul. Laurence King publishing.
Andy Cooke (2018), Graphic Design: The definitive guide to how design studios think and work. Prestel Publishing.
 
Austin Kleon (2014), Show Your work. New York: Workman Publishing Company.
 
David Airey (2012), Work for Money, Design for Love. New Riders.
Michael Bierut (2015), How to… A monograph, manual and manifesto by one of the world's leading graphic designers. Harper Design.
 
Michel Johnson (2016), Branding in Five and a Half Steps. London: Thames and Hudson.
 
Paul rand (2016), A Designer’s Art. Princeton Architectural Press.
 
Robert Bringhurst (2013), The Elements of Typographic Style. New York: Hartley & Marks.
 
Sarah Hyndman (2016), Why Fonts Matter. New York: Vergin Books.
Simon Garfield (2011), Just my Type. London: Profile Books.