"دور جماليات الخط کمصدر لإثراء التصميم الزخرفي" "في العمل الفني"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية التربية الأساسية قسم التربية الفنية – دولة الکويت

المستخلص

کلمة تصميم Design ذات مدلول واسع غير محدد، وتعتبر أصلا لکل الفنون وتطبيقاً لکافة النشاطات الإنسانية الهادفة إلى تنظيم الوحدات وتکوينها، کما أنها محصلة للقدرات المتمثلة في الذکاء، والقدرات الفنية معاً يمکن القول أن التصميم جهد منظم لخطة هادفة ووظائف محددة، ويستهدف تجميع کل العناصر التي تخدم الهدف النهائي من وحدة کلية متکاملة. کما أنه يؤسس على عوامل محددة، ويفترض عناصر ضرورية لازمة لاکتمال التصميم. فالتصميم هو عملية تخطيط أو وضع لهدف. وهذا التخطيط أو الهدف يدرک مسبقاً في العقل ويتم تحقيقه بوسائط مادية مختلفة
کما نجد أن التصميم في الفنون التشکيلية هو ابتکار و إبداع أشياء جميلة ممتعة ونافعة للبشرية، بما في ذلک التصميم في إنتاج إحدى الحرف (النسيج، الطباعة، المعادن، النجارة، الخزف، النحت، الأشغال اليدوية) "فالتصميم هو تلک العملية الکاملة لتخطيط شکل شيء ما وإنشائه بطريقة ليست مرضية من الناحية الوظيفية أو النفعية فحسب، ولکنها تجلب السرور والفرحة إلى النفس أيضاً، وهذا إشباع لحاجة الإنسان نفعياً وجمالياً في وقت واحد"
کما نجد أن فن التصميم نمط من أنماط التعبير عن حاجة النفس البشرية وحياة الشعوب وأفکارها واتجاهاتها الاجتماعية والسياسية التي تؤثر بدورها في أسلوبه بحيث يمکننا الحکم على العصر الذي ينتمي إليه الفنان والتعرف على عناصره ومفرداته الشکلية.
فلاشک أن الخط هو أحد عناصر التصميم والرکيزة الهامة التي قام عليها الفن والمراحل الأولية في إنتاجه، فيقوم الفنان برسم سلسلة لا تنتهي من الخطوط المختلفة التي تحمل معاني تعبر عن لحظات الحرکة والسکون فلا يکاد يخلو منه أي عمل فني، فالإنسان يميل للإبداع والفن منذ بدأ الحياة، وباستخدامه يستطيع الفنان إبراز أعماله لحيز الوجود، لذلک ادرکه منذ القدم وکان وسيلته الأولى للتعبير باختلاف العصور، لما يتمتع به الخط من قيم وامکانيات تشکيلية غير محدودة، فهو أول ما تحرکت به اليد في محاولات التعبير الأولى إما في حرکته اللينة أو بصرامته الهندسية أو بالجمع بينهما في صور وصياغات شکل منها الفنان أسلوب خاص لکل مرحلة.
(وأستطاع الخط تسجيل وإبراز صور تاريخية لعصور متتابعة شهدت على صراع الإنسان في الحياة، بداية من رجل الکهف الذي کان يخط بأصابعه علامات في الطين الرطب ليحدد مجموعة من المساحات يعبر بواسطتها عن ما يراه حوله من أشکال عن طريق الخطوط التي عطت جدران الکهوف والتي مثلت أولى وسائل التعبير الفني التلقائي عن مشاعره وأحاسيسه ورؤيته للواقع مستخدماً الخط التعبيري والتخطيطات الهندسية التي تفاوتت درجاتها الظل في براعة وإتقان) ([1]) .
وکما نجد أن کل شيء في الطبيعة أصلاً هو الخط ويمکن تعريف الخط على أنه شکل ضيق جداً، وللخط وظائف عديدة منها الحس بالحرکة داخل الفراغ أو حوله وذلک لما للخط من مقدرة على جعل العين تتابع حرکته أينما أتجه.
والخطوط تعبيرات معينة فالخطوط المستقيمة الناعمة تعبر عن الهدوء والاستقرار، أما الخطوط المتقاطعة والمتعارضة والمتعاکسة في اتجاهاتها تعبر عن الحرکة والحيوية والتفاعل
هناک أنواع متعددة من الخطوط منها الخط المستقيم، الخط المتعرج، الخط المتقطع ... الخ، وهناک تصنيف آخر لأنواع الخطوط منها الخطوط الحقيقية وهي المرسومة بشکل واضح وحاد، وهناک الخطوط الوهمية، المتکونة نتيجة التقاء شکلين في التصميم. وسوف نوضح ذلک فيما بعد.
فن التصميم هو نموذج للتعبير عن حاجة النفس البشرية وحياة الشعوب وأفکارها والاتجاهات الاجتماعية والسياسية، مما يؤثر بدوره على أسلوبه حتى نتمکن من الحکم على عمر الفنان وتحديد العناصر ومفردات شکل. لا شک في أن الخط هو أحد عناصر التصميم والرکيزة الهامة التي يعتمد عليها الفن والمراحل الأولية في إنتاجه، حيث رسم الفنان سلسلة لا نهاية لها من الخطوط المختلفة التي تحمل معاني تعکس لحظات الحرکة والسکون. يکاد يخلو من أي عمل فني، يميل الإنسان إلى الإبداع والفن منذ بداية الحياة، ويستطيع استخدامه الفنان لإبراز أعماله إلى فضاء الوجود، لذلک أدرک منذ العصور القديمة وکان أول أسلوب تعبير في مرات مختلفة، بسبب خط القيم وإمکانيات البلاستيک غير محدود.
هناک العديد من أنواع الخطوط، بما في ذلک الخطوط المستقيمة، المغزل، الخط المتقطع، إلخ. هناک تصنيف آخر لأنواع الخطوط، بما في ذلک الخطوط الحقيقية، التي يتم رسمها بوضوح وحادة، وهناک خطوط خيالية، تکونت من تقارب شکلين في التصميم. سنشرح ذلک في هذا البحث